الداخلة بريس:**ذ/ الحسين بكار السباعي
لم تكن المرة الأولى خلال الأزمة الكوفيدية ، التي يمد المغرب فيها يد المساعدة للشقيقة الجزائر ، لتجاوز محنتها نتيجة ما عرفته منطقة القبائل من حرائق مهولة إهتزت لها المشاعر ودمعت لها القلوب قبل الأعين وإرتفعت معها الأكف إلى السماء بالدعاء بأن يحفظ الله أهل القبائل وشعب الجزائر .
لقد أكدت وزارة الخارجية المغربية أنه وتنفيدا للتعليمات الملكية السامية تمت تعبئة طائرتين من طراز “كنادير”
والتي يتوفر المغرب على خمس طائرات منها من طراز” cl 415 “، الكندية الصنع والتي دخلت الخدمة أول مرة سنة 2011 وساهمت في إخماد حريق شب بغابة جبال “كوروكو” بالناظور، تم حينها الاستعانة بطائرتين “كنادير” و3 طائرات “تيربو تراش” تابعة للدرك الملكي وطائرة “سي 130”.
وذلك للمشاركة في عملية السيطرة على حرائق غابات القبائل . الطائرتين التي كانتا تنتظران إقلاعهما نحو الجزائر فور الحصول على موافقة سلطاتها .
ليست المرة الأولى كما قلت ياسادة ، فقد سبق وأن مد المغرب يده للجزائر لتمكين ساكنة تندوف ومخيمات المحتجزين بها من مساعدات طبية بما فيها الكمامات الواقية وأجهزة التنفس الاصطناعي ومختلف الأدوية للتخفيف من الأزمة و في أوج بداية انتشار فيروس كوفيد 19.
لن ننسى جميعا وفي بداية أوجه انتشار الداء الفتاك ذلك اليوم المشهود ، حين حطت بمطار محمد الخامس الدولي طائرة بوينغ 737 تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، قادمة من مطار الهواري بومدين بالجزائر العاصمة، في رحلة رقم AH4700 خاصة بالشحن . والتي استغرقت مدة شحن هذه الطائرة التي تزيد قدرتها الاستيعابية عن أزيد من 10 طن، مدة ثلاث ساعات، بمختلف المعدات الطبية و المستلزمات المغربية الصنع بما فيها كمامات و أجهزة تنفس، مساعدة من المملكة المغربية الشريفة إلى أشقائنا في الجزائر للتخفيف من معاناتهم جراء تبعات كورونا وللأسف تشتري الجزائر ما ترفض أن يمنحه المغرب لمحتجزي تيندوف مجانا.
المغرب عزيزي المتلقي ، الذي لم يتخلى أبدا عن جارته الشرقية في أوج الايام الجحاف ، التي مرت منها وحتى قبل حصولها على الاستقلال ، لن ينسى الجزائريون ذلك أبدا مهما حاول حكام بلدهم العسكر ، طمس فترات من تاريخ البطولات الإنسانية التي قادها المغرب من أجل الجزائر وشعب الجزائر .
ليس من السهل أن يصف جلالة الملك في خطاب عرش مملكته الشريفة جارته الشرقية بالتوأم وأن يدعو إلى فتح الحدود التي لا يتحمل هو ولا من يحكمون الجزائر الآن مسؤولية إغلاقها ، يمد يده البيضاء من أجل شعب الجزائر كما من أجل شعبه لأنه يعلم ان بالمناطق الحدودية بين البلدين أسر وعائلات عانت ولا تزال تعاني قساوة هذا الإغلاق ، مد يده الكريمة رغم ما حاكه حكام قصر المرادية من مكائد ضد شخصه و بلده ولا زالوا يحيكونها بلا حياء ولا خجل من شعبهم ومن العالم .
إنها لحظات من التاريخ ،سجل المغرب من خلالها ملكا وحكومة وشعبا مد يد العون والمساعدة ليس للجزائر فقط ولو أنها الأولى باعتبار قاعدة الأقرب فالأقرب ولأنها الأخت التوأم ، ولكن لمجموع جيرانه بالدول المغاربية كما وقع مع تونس الشقيقة ومع دول القارة الأفريقية.
فليس من السهل في زمن حربائية العلاقات الإقليمية والدولية ، أن تقدم يد العون والمساعدة لجيرانك ، وأن تسموا بمواقفك وإنسانيتك و تتجاوز مكرهم وحقدهم من أجل الإنسان .
**محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان